اسأل من بقربك من مصمم العلم السعودي لتتأكد من هذه المعلومة، هل سمع بها من قبل؟ ستجد النفي القاطع، ليبادرك قائلا والحماس قد بدا عليه: من هو إذا ؟ لتبدأ أنت يا من تعلم بالإجابة. أنه حافظ وهبة رحمه الله الذي صمم العلم السعودي، مصري الجنسية، لجأ إلى المملكة هربا من المستعمر الإنجليزي لبلاده، وكان قد تنقل بين عدة دول عربية، فمن مصر إلى البحرين ثم الكويت، إلى أن دعاه الملك عبد العزيز موحد المملكة لزيارة بلده الثاني، فعمل فترة من الزمن مستشارا سياسيا في ديوان الملك عبد العزيز، ثم سفيرا للمملكة في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية. ويأتي هذا التعيين من المفارقات التي أرادها الملك عبد العزيز، فبعد أن كان الرجل مطاردا ومحكوما عليه من الاستعمار الإنجليزي، يفرضه الملك عبد العزيز سفيرا له في عقر دار الإنجليز. وحظي حافظ وهبة بالحصانة الدبلوماسية وبالمكانة الكبيرة التي تحظى بها البلاد التي يمثلها ويدافع باسم مليكه وبلاده عن حقوق العرب والمسلمين في أكبر وأكثر البلاد استعمارا للعالم الإسلامي، ويواصل بذلك نضاله الذي بدأه في بلده وحوكم وحكم عليه الإنجليز بسببه..